إن هذا الموضوع من الموضوعات المهمة في مجال توجيه أبنائنا الطلاب إلى أنواع تلك الأخطاء وأسبابها ؛ لأن ذلك يساعد على حل مشكلة الرسوب وتدني النجاح , المشكلة التي ترهق الطلاب وتتعب الإدارة التعليمية .
لذا لابد من العمل لتلافيها بقدر الإمكان , ولتلافيها نحتاج إلى التعرف على أنواع تلك الأخطاء وأسبابها , إن هناك عدة أخطاء يقع فيها الطلاب عادة , وبعض هذه الأخطاء يرجع إلى ما قبل الامتحانات , وبعضها الآخر يرجع إلى طريقة أداء الامتحانات.
والآن نذكر هذه وتلك ثم نبين طرق تلافيها على النحو التالي:
أولا : الأخطاء التي ترجع إلى ماقبل الامتحانات:-
ونذكر من أهمها ما يلي :
1- الدخول إلى الامتحانات عن خوف ورعب , وهذا بدوره يؤدي إلى نسيان بعض المعلومات , أو نسيان بعض الكلمات أثناء تأدية الامتحانات ..
وهذا الخوف يرجع إلى عدة عوامل ومنها:
• عدم التمكن من المذاكرة الجيدة
• مذاكرة بعض الموضوعات وإهمال بعضها , ظنا من الطلاب أن أسئلة الامتحان لا تأتي منها لعدة أمور , ولكن مع ذلك فمجئ الأسئلة من الموضوعات المهملة وارد أيضا وهذا الاحتمال يثير الخوف ويشعر الطالب في قرارة نفسه أنه إذا جاء السؤال الذي يخشى وروده لأدى إلى رسوبه
• التهديد من قبل أولياء الأمور ببعض العقوبات في حالة الرسوب أو تدني النجاح
2- غياب أساليب تقويم الطالب نفسه بنفسه , من حيث مذاكرته هل هي مذاكرة جيدة أم لا ؟
3- غياب الثقة في نفس الطالب من أنه يستطيع أن يجيب عن الأسئلة مهما كان شكلها بقدر النجاح على أقل تقدير .
4- مذاكرة الطالب بقدر ما يكفي لنجاحه فقط على حسب ظنه وغالبا تكون النتيجة أقل من تقديره أو توقعه , ذلك أنه ينسى بعض المعلومات بسبب انفعاله واضطرابه وارتباكه التي تكتنفه عادة وبخاصة إذا رأى سؤالا لم يتبادر جوابه إلى ذهنه , لذلك فإذا أراد الطالب النجاح بتقدير معين فإنه ينبغي أن يذاكر بدرجة أعلى من الدرجة التي يريدها , فإذا أراد مثلا النجاح بدرجة مقبول فإنه لابد أن يذاكر بدرجة جيد , وإذا أراد النجاح بدرجة جيد لابد أن يذاكر بدرجة جيد جدا, وإذا أراد النجاح بدرجة جيد جدا لابد أن يذاكر بدرجة امتياز , وإن أراد النجاح بدرجة امتياز فلابد أن يذاكر ويحصل على كل المعلومات إلى درجة 100% حتى إذا نسى 5% أو 8% أو 9% أو 10% , فإنه يستطيع الحصول على امتياز , ولا ينبغي أن يرضى الطالب بتدني النجاح إذا أراد التفوق والإسهام في التقدم العلمي للبلاد .
5- ضعف الطالب أصلا في اللغة والتعبير . يضاف إلى ذلك الأخطاء الإملائية والتعبيرية بسبب الامتحانات حيث يؤثر ذلك تأثيرا كبيرا في رسوبه أو تدني نجاحه.
6- عدم تقدير الطالب الإجابة المطلوبة من حيث الكمية المطلوبة من السطور والصفحات لذا فإنه قد يخطئ في تصوره ويظن أن المطلوب كثير والوقت لا يتسع لكل ذلك , فيسارع في الكتابة ومن طبيعة السرعة أنها تؤدي إلى الأخطاء في التعبير وترك بعض العناصر المهمة .
7- تأخير الطالب مذاكرة الفصل الدراسي كله إلى قبيل الامتحانات وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى إرهاق نفسه وتوتر أعصابه , وقلة النوم , وهذا يؤدي أحيانا إلى خطأ في فهم السؤال , وإلى عدم قدرة الطالب على سرعة استرجاع المعلومات, يقال إن الدخول إلى الامتحان بعقل سليم وبنصف المعلومات خير من الدخول إليه بمعلومات وافية وعقل كلِل ومرهق .
8- الدخول إلى الامتحانات بنية الغش , قد يعتمد الطالب على الغش كلية أو بصورة جزئية وذلك يؤدي إلى الارتباك , إذ يدخل وهو خائف يفكر هل يجد فرصة لذلك أم لا , ثم يخاف في كل أطواره من اكتشاف أمره ثم القبض عليه متلبسا بجريمة الغش وتكون عاقبته العار والحرمان و ولهذا تكون إحدى عينيه على الورقة والأخرى في الأطراف المحيطة به , وما يراه من مراقبة شديدة يزيد من ارتباكه ومخاوفه ونسيان ما عنده من المعلومات.
9- نقل الطالب من الاستاذ أثناء الشرح بعض المفاهيم والمصطلحات والكلمات خطأ , ولا يسأل عنها إذا شك في صحة معلوماته ؛ لأن همه الحفظ بسرعة وعدم إضاعة الوقت في تقويم فهمه وكتاباته وإضاعة الوقت في السؤال عنه .
ثانيا: نوعيات الأخطاء التي تحصل أثناء الامتحانات
وأهم هذه الأخطاء هي الآتية :
1- الأخطاء في النصوص من الآيات والأحاديث والمصطلحات والتعريفات وغيرها , وقد يحاول الطالب التعبير عن المصطلحات فيكون التعبير بعيدا عن مضمونه , وأحيانا تضاف إلى الآيات والأحاديث كلمات وجمل ليست منها أصلا.
2- الإجابة عن الموضوع المطلوب بموضوع آخر لوقوع التشابه بينهما وهذا راجع إلى عدم إزالة التشابه أو الوقوف على الفروق الدقيقة بين الموضوعات في مذاكرات متأنية وترسيخ الفروق في الذهن .
3- الإسراع في الإجابة ثم الخروج بسرعة بالرغم من وجود وقت للمراجعة فأي إنسان عندما يكتب ويراجع ما كتبه يجد بعض الأخطاء اللغوية والإملائية والتعبيرية , فما بال الطالب وهو في الامتحان , ولهذا يجب أن يراجع الطالب ما كتبه قبل تسليم إجابته , ويراجع وكأنه يراجع كتابة غيره ؛ لأن الإنسان يجد أخطاء في كتابة غيره مالا يجد في كتابته ؛ لأن الكاتب عندما يقرأ كتابته يقرأ مما في ذهنه لاممّا في الورقة , وعندما يقرأ كتابة غيره يقرأ مما في الورقة فقط لأنه خالي الذهن عنه.
4- الخلط في تنظيم الأفكار والمعلومات.
5- الخلط بين عناصر الموضوعات الأساسية , وهذا الخطأ يرجع إلى المذاكرة السريعة دون فهم جيد ودون الانتباه إلى مواضع التشابه ومواضع التمايز , إن التشابه وارد في جميع العلوم وبين موضوعات العلوم أحيانا, وعلى الطالب الانتباه إليها عند الفهم وعند المذاكرة.
6- عدم الدقة في التعبير العلمي ظنا من الطالب بأن أية كتابة حول الموضوع كافية.
7- كتابات صحفية: إذ إن بعض الطلاب يظنون أن كثرة الكتابة تملأ عيون الأساتذة فيملئون صفحات وصفحات ويكررون بعض الأفكار مرارا.
8- أخطاء في فهم السؤال: وهذا يؤدي إلى غياب درجة السؤال كلها, وقد يؤدي إلى رسوب الطالب ولهذا يجب أن يتأنى في فهم السؤال قبل البدء في إجابته.