ـ القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، وهو أعظم ما أنزل الله من السماء، وهو إما يكون حجة لك أو حجة عليك، أتحب أن تكون من أهل القرآن وخاصة أهل الله أم تحب أن تكون مِن الذين اشتكاهم الرسول ـ r ـ إلى الله بأنهم هجروا القرآن وتركوه؟؟ {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} ..
ـ وهجرة القرآن ثلاث: هجرة العمل به وهجرة تجويده وتلاوته وهجرة قراءته، فأين تجد نفسك؟ هل تهجر العمل بالقرآن أم أنك لا تعلم شيئا عن تلاوته أم أنك لا تمسك المصحف أصلاً؟!!
ـ وإن كنت تؤمن بأن هناك آخرة وحساب وجنة ونار؟ فما الذي يشغلك عن قراءة القرآن؟ ما الذي يمنعك عن ترديد كلام الله ـ عز وجل ـ هل أنت مشغول عن الله أم لسانك يردد كلام أفضل؟ وقلبك مملوء بما هو أحسن؟ ـ ماذا ستقول لله جل جلاله عندما يسألك؟ وهل تظن أنه سيرحم من فضل كلام غيره عليه؟؟
ـ هل وجدت لنفسك شفيعا فاستغنيت عن شفاعة القرآن، قال رسول الله r: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)؟؟ أم أنك قد امتلكت من الحسنات ما يجعلك تستغني عن حسنات القرآن، قال رسول الله r : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف)، هل حقا تحب الرسول وتتبعه وتريده أن يشفع لك؟؟إذا كانت إجابتك بنعم، فهل نفَّذت أمره بالتمسك بكتاب الله وسنته؟ هل تقرأ كتاب الله؟ هل لديك مصحف في جيبك؟
ـ خللي عقلك معايا للحظات.... أنت تهتم بقراءة أشياء غير القرآن لسببين: أولاً: إما الإعجاب بصاحب ما هو مكتوب، أو الإعجاب بالمكتوب نفسه. ثانيا: أنت تقرأ وتحفظ وتراجع لأن ما تقرأه سينفعك وهو مستقبلك أو أنك تقرأ خوفًا من العقاب........
ـ بالله عليك ... إذا كنت تهجر القرآن وتهتم بقراءة غيره لأحد الأسباب التالية.......... تخيَّل الآن أنك أمام الله وهذا سيحدث يوم القيامة..... ماذا تقول لربك عندما يسألك؟؟؟
ـ أنت الآن وبعد قراءة هذه السطور... تقول لنفسك: نعم .. أنا مُقصر، ماذا سأقول والله أعظم من أي كائن؟ والقرآن أحسن من كل شئ؟ وعقاب الله أشد؟ والمستقبل الحقيقي هو الجنة أو النار؟ فعلا ماذا سأقول؟؟؟
ـ ولكنك تجد فجأة صوتا خفيا يقول لك: ((وأنا هعمل إيه؟ أنا بحب القرآن والرسول.. بس مفيش وقت.أنا طول النهار بره في الدروس، وطول الليل بذاكر أو نايم. أنا معذور ، وربنا هيرحمني أكيد، وبعدين لما أخلص وأبقى فاضي أنا ناوي أقرأ قرآن كل يوم.. إن شاء الله..وأنا أحسن من غيري.......... ))
ـ خللي بالك ...والله والله والله.. ده صوت عدوي وعدوك اللي عايزنا نكون معاه في النار والعياذ بالله.. ده صوت نفسك الأمارة بالسوء..
ـ تعال بقى شوف الرسول ـ r ـ هيقولك إيه، وافتح قلبك وشوف هتنفذ كلام مين ـ قال ـ r ـ [مَن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة] ..خللي بالك إنت داخل على شدة ـ امتحانات وتصحيح ونتيجة وتنسيق (محتاج ربنا؟؟) قال تعالى:{إنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} ـ وبعدين.. المشكلة الأخطر في تأجيل قراءة القرآن مش بس إنك ممكن تموت فجأة وبدون سبب، الأخطر إن كل ذنب هتعمله هيبعدك عن ربك إلى أن يُحجب القلب عن الله بما ارتكب وابتعد عنه يقول تعالى:{بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ـ عن النبي rقال: إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب).
وقال r: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت).
ـ يقول الله سبحانه وتعالى: ( من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه)
ـ عن النبي قال: (اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن ).
ـ قال تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} ـ فهو قلب واحد إما أن يمتلئ بالقرآن كلام الله أو يمتلئ بالأغاني والأفلام والكورة... اختر الآن أيهما تريد........؟؟ ـ وبسرعة ارم الورقة دية....
ارميها في قلبك أو.... ارميها في الأرض لأن قلبك مش فاضي.......!!!