كنت غافلاً فوجدت سحراً قد عملوه لي ولزوجتي ليطردوني عن داري؛ لأنهم يقولون: هذا البيت مسكون وفيه شياطين، وذهبت إلى سيد من السادة أهل الدين، وكشف لعائلتي ولبيتي، وقال لي: فعلوا لك سحراً قدره مائتين وخمسين دينار، فهل هذا صحيح؟ ووجدت منه قطعةً طويلةً مكتوبةً بالأزرق، وذهبت إلى هذا السيد وسحبه وأخذ مني عشرين دينار، وأن البيت لم يأتيه أي شيء، هل يصيبني ذنبي مما فعلت أم لا؟
السحرة والكهنة والعرَّافون لا يجوز سؤالهم, ولا تصديقهم بما يقولون, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) رواه مسلم في الصحيح ، والعرَّاف هو الذي يدعي معرفة الأمور من طريق الغيب والتكهن ، وهكذا الكاهن وهو الذي له رأي من الجن وصاحب من الجن يخبره ببعض المغيبات التي يسمعها من الناس في البلدان البعيدة أو القريبة, أو يسمعها حين يسترق السمع من جهة السماء فهؤلاء لا يسألون ولا يصدقون, وهكذا السحرة وهم من يتعاطون أموراً يضرون بها الناس, فالسحر له وجود وله حقيقة وبعضه خيال لكن بعضه لعله حقيقة يقتل ويمرض ويفرق بين المرء وزوجه, فلا يجوز سؤال السحرة, ولا تصديقهم ولا العلاج عندهم, ولكنك تعالج المرض عند الأطباء المعروفين, أو بقراءة القرآن ليقرءوا عليك القرآن وآيات السحر وينفثوا عليك, أو في ماء تشربه وتتروش به فلا بأس, أما المعروفون بالسحر, والمعروفون بتعاطي السحر, أو الكهانة, أو العرَافة التي فيها دعوى علم الغيب هؤلاء كلهم لا يجوز سؤالهم, ولا تصديقهم, وعليك أن تتوب إلى الله من سؤال هذا الساحر, وعليك أن تعمل الأدوية المباحة, والطب المباح, ومن ذلك أن تقرأ أنت ويقرأ لك بعض الإخوان الطيبين أصحاب العقيدة الطيبة في ماء, يقرءوا لك الفاتحة, وآية الكرسي, وقل هو الله أحد ,والمعوذتين, وآية السحر الموجودة في سورة الأعراف, ومن سورة يونس, ومن سورة طه يقرأها في الماء ثم تشرب من ذلك الماء وتتروش بالباقي هذا بإذن الله علاج لما قد يقع من السحر, وقد يجعل فيه سبع ورقات من السدر الأخضر يدق ويجعل في الماء, ويكون أيضاً من باب الطب والعلاج المباح؛ لأنه مجرب ونافع في حق المسحور, وفي حق من حبس عن زوجته؛ لأسباب فإن هذا العلاج الشرعي في قراءة الفاتحة, وآية الكرسي, وآيات السحر المعروفة في سورة الأعراف, وسورة يونس, وسورة طه و(قل يا أيها الكافرون), و(قل هو الله أحد), والمعوذتين تقرأ في الماء’ وفيه السدر أو ليس فيه سدر, ثم يشرب منه الإنسان, ويتروش منه المصاب بالسحر, أو المحبوس عن زوجته, ثم يبرأ بإذن الله -عز وجل- وإن نفث فيه مع ذلك (اللهم رب الناس أذهب البأس واشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) وكرر هذا ثلاثاً فهذا طيب يعني دعوات طيبة ثابتة عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام- (اللهم رب الناس أذهب البأس واشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً), وهكذا الدعاء المعروف (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك) ثلاث مرات أيضاً هذا ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضاً فإذا نفث في هذا في الماء فهو أيضاً طيب ومن أسباب الشفاء, وهو علاج نبوي علاج شرعي الدعاء الأول: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً), والدعاء الثاني: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك) يقوله ثلاث مرات هذا من الدعاء الطيب الذي يرجى فيه النفع والله المستعان مع سؤال الله-جل وعلا- الإنسان يسأل ربه أن يمن عليه بالشفاء يضرع إلى الله في سجوده, وفي آخر التحيات, وبين الأذان والإقامة, في آخر الليل في جميع الأوقات يسأله ربه ويضرع إليه أن الله يشفيه مما أصابه ويزيل عنه ما به من الأذى والله يحب السائلين-جل وعلا-وهو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ بارك الله فيكم