يوم ميلادى
أشرقت الشمس معلنة قدوم يوم جديد .. يوم آخر يجىء برغم كل شىء .. قمت من فراشى بتثاقل وعشرات المطارق تهوى على رأسى من أثر سهاد أمس .. كنت أريد أن أتشبث به لآخر لحظة قبل أن تشرق شمس اليوم معلنة انسحاب سنواتى الربيعية ولتدفع بى على حافة الهاوية حيث تنتصب تحتها سنواتى الثلاثون كسكاكين حادة توشك على تمزيقى .. أطلقت تنهيدة خافتة وأنا أخطو خارج الحجرة بحذر وأدعو الله ألا يتذكر أحد أن هذا اليوم هو ..........
- كل سنة وأنتِ طيبة يا أبلة أحلام
قالتها أختى الصغيرة (مى) بمرح وبصوت سمعه الجيران
منحتها ابتسامة صفراء وأنا أقول من بين أسنانى
- وأنتِ طيبة يا حبيبتى
هممت بالهرب منها قبل أن تسألنى
- بقى عندك كام سنة انهاردة يا أبلة؟
نظرت لها بغيظ قبل أن أقول
- ايه رأيك تحسبيها انتِ .. انتِ عندك كام سنة؟
رفعت كفيها معا وهى تفرق أصابعها العشر
هززت رأسى وأنا أقول
- طيب .. اضربى عمرك X 3 والناتج اضربيه X 2 وبعدين الناتج اجمعيه على نفسه واللى يطلع اقسميه على 4 هتعرفى وقتها عمرى كام سنة
انطلقت تعدو إلى غرفتها لتقوم بالعملية الحسابية التى أظنها ستنهيها فى العام القادم بلا شك
جلست على المقعد وأنا أفكر ما دام الخبر قد تسرب لمى إذن البيت كله قد تذكر يوم ميلادى الذى تمنيت لو محوته من ذاكرتهم هذا العام بالذات
ما أصعب أن تبلغى عامكِ الثلاثون وأنتِ ما زلتِ فى بيت أسرتكِ وتحملين بلا فخر لقب آنسة .. ما أقسى نظرات من حولكِ التى تتباين بين دهشة وتساؤل وإشفاق وشماتة أحيانا وكأنه ذنبى أنا كونى لم أنل شرف الارتباط بأحدهم حتى اليوم وكأن هذا هو المبرر الوحيد لحياتى ومن دونه فربما الموت أفضل لى .. يا لقسوتك أيها الواقع الظالم
أفقت على صوت أمى وهى تقول
- صباح الخير يا أحلام
أجبتها بشرود
- صباح الخير يا ماما
جلست أمامى وهى تنظر نحوى بحزن لم تنجح محاولاتها فى إخفاءه قبل أن تتصنع المرح وهى تقول
- كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبتى
أجبتها دون أن أرفع عينى لها
- وأنتِ طيبة يا ماما
صمتت قليلا قبل أن تستجمع شجاعتها لتقول
- هاعملك التورتة بنفسى وأحطلك فيها الشمع و .....
- 120 شمعة يا ماما
التفتنا معا نحو المشاغبة الصغيرة وهى تهتف بذكاء وتلوح بكراستها فى انتصار
شهقت أمى وهى تقول
- 120 شمعة ليه هو عيد ميلاد أم زينهم!!
جذبتها من يدها وانتزعت الكراسة لأرى معادلتها العبقرية قبل أن أقول
- نسيتِ تقسميها على 4
نظرت لها بتهديد قبل أن أقول
- روحى واقسميها قبل ما أقسمك أنا نصين
انطلقت تعدو من أمامى و قامت أمى من مكانها وكلمتها ترن فى أذنى ( أم زينهم) تلك العجوز التى أظنها أكبر معمرة فى الكون والتى تسكن حينا وتعد أهم ظواهره .. لا أحد يجهل أم زينهم .. ولا أحد يتأخر عن أى طلب تطلبه .. وكل يوم تشرق الشمس تصيبنا بالدهشة من كونها مازالت على قيد الحياة وابتسامتها العجوز لا تفارقها رغم وحدتها .. فلا نرى لها أبناء أو أحفاد ولا أحد يزورها .. ولا أحد يعرف من هو زينهم هذا الملتصق باسمها ولا أين هو .. تنهدت فى صمت وأنا أتخيل وحدتى بعد سنوات وسنوات من الآن لأتحول بدورى إلى أم زينهم جديدة .. ارتجفت من الفكرة وهززت رأسى بعنف لأنفضها عنى قبل أن يخترق صوت مى طبلة أذنى وهى تهتف
- 60 شمعة يا أبلة صح
نظرت لها وشياطين الغضب تتقافز من عينى قبل أن أمسك بخفى وأعدو خلفها لألقنها درسا يعلمها ألا تخطىء فى الحساب مرة أخرى ولا سيما حساب سنوات عمرى الـ ... ثلاثون!
يتبع...
__________________
العاب بنات
من مواضيع nanaaly في المنتدى:
الباذنجانه والمرأة (تستحق القراءة)
الحافلة ثلاثية الابعاد بالصور .....
صور مع انعاكساتها على الماء
افضل تامين
مجموعه كبيرة من أجمل الاصداف ....
دمعه جرت ع الخد....
اجمل باقات الورد لتزين منزلك
نكت اعجبتنى
الطب النبوي والعلاج من التوتر والغضب والانفعال
قصة شاب مع زوجة أمام مسجد ..؟؟؟
ضيف الرحمن
حفلة الموت الاحمر التنكرية
مجموعة خواتم جديده جداا
الغربه...
خلفيات رومانسيه رائعه وجديده منوعه
التوقيع
(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم))
* *إستماع مباشر للقرآن الكريم من هنا* *
هام جدا....كيف تتجنب نقل موضوعك للمكرر بالشرح والصور.....
مدونتى ويبقى أحلى الكلام
التعديل الأخير تم بواسطة nanaaly ; 22 -11 -2010 الساعة 02:37 PM
إعلان
21 -11 -2010, 12:13 PM #2 (permalink)
معلومات الكاتب
nanaaly
مراقبة المنتديات الإسلامية
تاريخ التسجيل: 11-03-2009
رقم العضوية : 286541
عدد المشاركات: 8,380
معدل تقييم المستوى : 32
حالة العضو:
رد: احلام قصة طويلة على حلقات بقلم **رشا الصغير
(2)
لا جديد فى الأفق
ذهبت فى طريقى للعمل فى تلك المكتبة الصغيرة التى تجاور بيتنا والتى يملكها كهل طيب هو عم حامد الذى ما زال يؤمن بقيمة الكتاب ويحلم بأن يقدره الناس حق قدره .. وبرغم صعوبة هذا الحلم فى وقتنا هذا إلا أنه ما زال يتشبث به وبكتبه الكثيرة التى تكتظ بها المكتبة والتى قليلا ما تجد رواجا عند الناس .. وقد رفض تماما أن يغير نشاط مكتبته أو حتى أن يضيف لها بعض ما يجعلها ذات نفع مادى له على الأقل .. يا له من موقف نادر وتمسك بالمبدأ قلما نراه عند أحد
قمت بفتح المكتبة وجلست فى مكانى المفضل لأكمل قراءة الرواية التى بدأتها بالأمس .. أنا أيضا أعشق الكتب والروايات .. أعشق أوراقها الصفراء والرائحة المميزة التى تنبعث منها والتى تنقلنى لعوالم أخرى تمنح شخوصها الحق فى الحياة والسعادة
- إزيك يا أحلام
رفعت عينى نحو الصوت الذى أعرفه ونظرت للقوس قزح البشرى الماثل أمامى .. كتلة من الألوان مُزجت معا لتخرج منها الآنسة سمية بشعرها المصبوغ بذهبى صارخ ووجهها الملون بألوان الطيف وملابسها التى لا تخرج عن الأحمر أوالبرتقالى أوالأصفر بكل درجاتهم .. وقفت أمامى وهى تلوك اللادن كعادتها ويبتسم فمها المطلى بلون شديد الحمرة كأنما فرغت لتوها من التهام دلو من المربى .. دفع مظهرها ابتسامة صغيرة لتشق جانب شفتى وأنا أقول
- أهلا يا سوما
سوما كما تحب أن يناديها كل من حولها تعمل فى محل الملابس الجاهزة القريب من المكتبة وهى فتاة شديدة الفضول ولا تكف عن زيارتى كل يوم صباحا لتروى لى آخر الأخبار كوكالة أنباء عالمية دون أن أطلب منها ذلك .. هززت رأسى بصمت دون أن أتابع كلامها وعيناى على صفحات الرواية حتى أنهت نشرة أخبارها وانصرفت بسلام .. تنهدت فى صبر وأكملت القراءة وقد عاد الهدوء إلى المكان أخيرا
انتهى يوم العمل الهادئ الذى لم يأت فيه سوى شخص أو اثنين إلى المكتبة ممن لا زالوا يقدرون قيمة الكتاب .. لكم أشفق عليك يا عم حامد .. عدت إلى البيت وما أن خطوت إلى الداخل حتى انشقت الأرض فجأة عن المشاغبة الصغيرة وهى تتقافز كالقرد وتهتف فى سعادة
- عريس .. عريس .. عريس يا أبلة أحلام
ويقفز معها قلبى ليستقر فى كعب حذائى