]°•.
.•° [ الآآ تبكون من القبر وظلمته ؟! ] °•.
.•°
الحمد لله الذي له ملك السماوات والارض ,, واليه تصير الامور ,, له الملك وله الحمد ,, وبيده الموت
والحياة والنشور ,, ,, وهو الففور الرحيم الخبير ,, العليم بخائنة الاعين وماتخفي الصدور ,,
(( ولقد
خلقنا الانسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد )) ,,
نحمده تعالى على كل حال ,, ونعوذ به من احوال اهل الضلال ,, ونشهد ان لااله الا الله وحده
لاشريك له ,, خلق الموت والحياة واليه النشور ,,
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد الكامل المكمل ,, وسيد الاخر والاول ,, وعلى آله واصحابه
والتابعين لهم باحسان اولي الشرف الرفيع والمجد ,,
اما بعد ::
من عرف الله معرفة صحيحه عبده عبادة صحيحه ومن شرح الله صدره للاسلام ,, ونور قلبه للايمان ,,
قبل الوعظ والنصيحه ,, ومن امن مكر الله وتجرأ عليه اذاقه لباس الخوف والفضيحه ,, وعلى قدر جهل
العبد بربه تكون اعماله القبيحه ,, (( افلا يعلم اذا بعثر مافي القبور وحصل مافي الصدور ان ربهم
بهم يومئد لخبير )) ,, فاستعدوا بما شئتم من الاعمال ليوم المعاد ,, وكونوا كما شئتم فان الله بصير
بالعباد ,, من عمل صالحا فلنفسه ,, ومن اساء فعليها ,,
ياعبد الله ,,,
تعال و وانظر من هم التوابون غيرك يتوب ويرجع إلى ربه
وأنت ما زلت تتكبر .. وعلى من ؟؟ .. على ربك ! ليتك تصدق بأنك ستموت
اشغلتك الدنيا بمالها ومتاعها وما أوجدها لك غير خالقك صلاتك لا تصليها .. وان صليتها تصليها بغير وقتها وليتك تصليها جماعة ذنوبك ملأت قلبك .. انظر إلى سواده
انظر لحياتك يا غافل تظن انك صالح .. وان ربك يهين .. وما هو بذلك
ليتك تصدق بما يقوله ربك في القرآن تعصي ربك وتستهين به
ألا تخاف منه ؟؟ ألا تؤمن بملك الموت انظر للقبور وانظر كم هي الدنيا حقيرة
انظر لمن يموت معذبا في قبره وانظر لمن يتنعم ويوسع له من سينفعك إذا أتاك ملك المـــــــــوت
انظر يا غافــــل !!!
قال تعالى: { كل نفس ذآئقة الموت}
فيموت كل صغير وكبير, وكل أمير ووزير, كل عزيز وحقير, كل غني وفقير, كل نبي وولي, وكل صحيح وسقيم ومريض وسليم, كل نفس تموت غير ذي العزة أية عندما نزلت أيقن كل ذي عقل وروح أنه هالك الا ذا الجبروت.
أخي المسلم :
هل رأيت القبور؟ هل رأيت ظلمتها؟ هل رأيت وحشتها؟ هل رأيت شدتها؟ هل رأيت ضيقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها؟
أما علمت أنها أعدت لك كما أعدت لغيرك؟
أما رأيت أصحابك وأحبابك وأرحامك نقلوا من القصور إلى القبور .. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود .. ومن ملاعبة الأهل والولدان إلى مقاساة الهوام والديدان .. ومن التنعيم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الثرى والتراب .. ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة .. ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل؟ فأخذهم الموت على غرة، وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة ، وتساووا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة، فالله نسأل أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة .
أتيــت القبور فساءلتــــــها *** أين المعظم والمحتقر ؟!
وأين المــــذل بسلــــــطانه *** وأين القوي على ما قدر؟!
تفانوا جميعاً فما مــــــخبر *** وماتوا جميعاً ومات الخير!!
فيا سائلي عن اناس مضوا *** أما لك فيما مضى معتبر؟!
تروح وتغدو بنات الــــثرى *** فتمحو محاسن تلك الصور!
* إخوتي :
تفكروا في الذين رحلوا .. أين نزلوا ؟ وتذكروا ا، القوم نوقشوا وسئلوا .. واعلموا أنكم كما تعذلون عذلوا .. ولقد ودوا بعد الفوات لو قبلوا .. ولكن هيهات هيهات وقد قبروا .
* عن وهب بن الورد قال : بلغنا أن رجلا فقيها دخل على عمر بن عبدالعزيز فقال : سبحان الله ! فقال له عمر : وتبينت ذلك فعلا؟ فقال له ك الأمر أعظم من ذلك ! فقال له عمر : يا فلان ! فكيف لو رأيتني بعد ثلاث ، وقد أدخلت قبري .. وقد خرجت الحدقتان فسالتا على الخدين ، وتقلصت الشفتان عن الأسنان .. وانفتح الفم .. ونتأ البطن فعلا الصدر .. وخرج الصديد من الدبر !!
* وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه : «ويحك يا يزيد ! من ذا يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى عنك بعد الموت؟ ثم يقول : أيها الناس ! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم .. من الموت موعده .. والقبر بيته .. والثرى فراشه .. والدود أنيسه .. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر .. كيف يكون حاله ؟! ثم بكي رحمه الله .
أخي المسلم :
ماذا أعددت لأول ليلة تبيتها في قبرك؟ أما علمت أنها ليلة شديدة، بكى منها العلماء، وشكا منها الحكماء، وشمر لها الصالحون الأتقياء؟
فارقت موضع مرقدي *** يوماَ فقارققني السكون
القــــــــــــبر أول ليلة *** بالله قل لي ما يكون ؟!
* كان الربيع بن خثيم يتجهز لتلك الليلة، ويروى أنه حفر في بيته حفرة فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه يقد مات وندم وسأل الرجعة فيقول : ( رب ارجعون لعلي أعمل صلحا فيما تركت ) {المؤمنون 99-100} ثم يجيب نفسه فيقول : قد رجعت يا ربيع !! فيرى فيه ذلك أياماً ، أي يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل .
* وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا شعوف { أي غير خائف ولا مزعور } ثم يقال له : فيم كنت؟ فيقول : كنت في الإسلام فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له ، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله : ثم يفرج له قبل الجنة ، فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : هذا مقعدك ، ويقال له : على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إ، شاء الله .
* قال: ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفاً ، فيقال له : فيم كنت ؟ فيقول : لا أدري، فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولاً فقلته . فيفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر ما صرف الله عنك . ثم يفرج له فرجه قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له : هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله » { ابن ماجة وصححه البوصيري}
أرى أهل القصور إذا أميتـــــــوا *** بنوا فوق المقابر بالصخــور
أبوا إلا مباهاة وفخـــــــــــــــــراً *** على الفقراء حتى في القبور
لعمرك لو كشفت التــــرب عنهم *** فما تدري الغني من الفقــــير
ولا الجلد المباشر ثوب صـــوف *** من الجلد المباشر للـــــحرير
إذا أكل الثرى هــــــــــــــذا وهذا *** فما فضل الغني على الفقير؟
* فيا إخوتاه ! ألا تبكون من الموت وسكرته ؟
* ويا إخوتاه ! ألا تبكون من القبر وضمته ؟
* ويا أخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من النار في القيامة ؟
* ويا إخوتاه ! ألا تبكون خوفاً من العطش يوم الحسرة والندامة ؟