كشف الدكتور خالد الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف
بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته لـ "سبق" معلومات مؤكدة من مصادر عليا،
أن الكاتب حمزة كشغري المتطاول على الله والرسول الكريم، والذي تم استعادته
وتوقيفه, تلقى دعماً مادياً ولوجستياً من أشخاص محددين يشتركون معه في
الفكر والغايات، بداية من تهيئة سفره عبر أكثر من دولة، ثم استقباله
وتخبئته في مكان مجهول بماليزيا، مع محاولة تسييس قضيته, وأن صعوبات كبيرة
واجهت قضية استعادته لولا فضل الله ثم مساعي خادم الحرمين لحماية جناب
النبي الكريم.
وقال الشايع: إنه، وكما تابع الجميع، ما إن بلغ خبر هذا المنكر العظيم إلى
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -أيده الله- حتى أصدر
أمره العاجل إلى سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز
-حفظه الله- بالقبض على هذا المؤذي لله ولرسوله واستعادته لمحاكمته (إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)
[الأحزاب:57].
وأضاف: كان حمزة كشغري وقبل أن يصدر الأمر بالقبض عليه قد أحس بالنكير
الشديد من المجتمع السعودي بأسره، خاصة من العلماء، فبادر بالهرب من
المملكة خلال أربع وعشرين ساعة، محاولاً تعمية أثره بالتنقل بين عدة دول،
الأردن والإمارات وماليزيا، ليصل بعدها نيوزيلندا لطلب اللجوء إليها.
وتابع الشايع: إنه وبحسب مصادر الجهات المختصة فإن الأجهزة الأمنية
المعنية تتبعت أثر هذا المسيء حتى تم تحديد مكانه، برغم أنه في هربه قد وجد
دعماً مادياً ولوجستياً من أشخاص محددين يشتركون معه في الفكر والغايات
الدنيئة، بداية من تهيئة سفره عبر أكثر من دولة، ثم محاولة التعمية على محل
إقامته في ماليزيا، وما تبع ذلك من محاولة تدويل قضيته بإشراك منظمات لا
تراعي الحدود الشرعية.
وأضاف: برغم الصعوبات التي اكتنفت قضية استعادة كشغري إلى المملكة، إلا أن
الله تعالى وبما جعل من الحماية لجناب نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، ثم
الاحترام الكبير الذي يحظى به خادم الحرمين الشريفين لدى السلطات الماليزية
-كما في غيرها من دول العالم- جعلت الحكومة الماليزية تبذل المساعي
الحثيثة لتحديد مكانه، حيث بقي هناك مختبئاً في مكان مجهول حتى مكَّن الله
منه.
يشار إلى أن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة المفتي
العام للملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، قد أصدرت بياناً
بخصوص إساءة الصحفي حمزة كشغري لله تعالى ولنبيه عليه الصلاة والسلام،
مبينةً أن الاستهزاء بالله أو برسوله أو بكتابه مما يوجب الرِّدة عن
الإسلام، داعيةً لإقامة الحكم الشرعي على من اقتحم هذه الحرمات، ومحذرة من
الوقوع في شيء من ذلك، كما أن الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف
بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، أصدرت بياناً في الشأن نفسه مبينة
خطورة ما صدر عن الصحفي المذكور، مؤمِّلةً ما عُهد عن القيادة من غيرة على
الحرمات.
وقال الدكتور خالد الشايع: إن هذه العواقب المخزية والنهايات البئيسة
بانتظار كل من يتطاول على الله تعالى أو يستهزئ بالرسول عليه الصلاة
والسلام، أو يسيء لمقام النبوة، مصداقاً لقول الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ
يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: من الآية:63] ولِمَا ضَمِنَه الله من
حماية جَناب نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، إذ قال سبحانه: (إِنَّا
كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر:95]. ولأولئك الذين يتعاطفون أو
يدافعون عمَّن يؤذي الله ورسوله نصيبٌ من الوعيد، وليسوا بمنأى عن سطوة
العدالة، وقد قال الله تعالى: (وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ
إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 62].
وسأل الدكتور الشايع الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد
الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد
العزيز خير الجزاء وأوفاه، على غيرتهما على حرمات الله، ونصرتهما لنبيه
محمد عليه الصلاة والسلام، كما هي عادتهما وعادة ولاة الأمر في المملكة
العربية السعودية، خاصة في هذه الثوابت العقدية التي لا يُقبل المساس بها،
وأن يجزي كلَّ الغيورين الذين تتابعوا على إعلان الغيرة لله تعالى ولرسوله
عليه الصلاة والسلام، وأن يعيذ الجميع من الزيغ، وأن يوفقنا جميعاً للثبات
على دينه.