بسم الله الرحمن الرحيم
إن
الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه
وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :
أختي المسلمة :
أسألك سؤالاً بسيطاً وعليك الإجابة بصراحة متناهية :
س: هل يقوى جسدك على النار ؟
ج : لقد أحسنتِ الإجابة يا أختاه ، بالطبع لا ، والله لا يقوى !!
إذاً لماذا لا تتقين النار التي حرارتها أضعاف أ ضعاف نار الدنيا حرارة
ولهيباً . وما بالك تتقين حرارة الدنيا التي سرعان ما تزول وتندمل وتشفين
منها – حتى ولو كان ذلك حرقاً بسيطاً – ولا تتقين حرارة الآخرة والعياذ
بالله منها . كأَنني أراكِ إذا و ضعت يدك على قدر النار ترجعينها و تقينها
بقطعة قماش , فلتعتبري يا أخيه (الأعمال الصالحة )هي بمثابة قطعة القماش
تلك لتتقين بها حرارة نار يوم القيامة . نعوذ بالله من عذاب النار ،
ونسأله الجنة مع الأبرار .
وإليك يا أخيه عشر نصائح ولنتفق على تسميتها ( فرص ثمينة ) :
الأولى :
احرصي
على أداء الصلاة في وقتها – وفقك الله – وبإتقان وحرص علي أدائها بخضوع
وتدبر وعدم السهو عنها ، قال الله تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4)
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) [الماعون:4،5] فلم يقل الذين
لا يصلون. بل يصلون وهم ساهون عنها , متى ما فرغوا من أشغالهم وأهوائهم
أدوها ساهون عنها .. والويل : واد من أودية جهنم نعوذ بالله منه.
فأنت
مسؤولة عن صلاتكِ يوم القيامة ، فإن صلحت صلح عمالك كله ، وإن فسدت فسد
سائر العمل ، فلماذا تضيعين جهدك هباء منثوراً ؟ واغتنمي أربعاً قبل أربع
: حياتك قبل مماتك ، و شبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ، و فراقك قبل
شغلك ،. قال الرسول صلي الله عليه وسلم : ( لا تزول قدم ابن آدم يوم
القيامة حتى يُسئل عن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيما
أنفقه ، وعن عمره فيما أفناه ).
الثانية :
احرصي
على صلاة الفجر ووقتي المنبه "الساعة " كما توقتينها عند حاجتك الدنيوية ،
أيقظي من حولك ، وخاصة زوجك وأبناءك وجميع محارمِك ، لكي تأخذي أجرهم ،
اصبري ولا تتهاوني ، واحتسبي الأجر والثواب من الله عز وجل .
الثالثة :
احرصي
– وفقك الله- على أداء السنن الرواتب فهي لا تأخذ منك وقتاً كثيراً ،
واحتسبي الأجر من الله عز وجل ، وقومي بركعتين قبل صلاة الفجر ، وركعتين
ثم ركعتين قبل صلاة الظهر ، وبعدها كذلك ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم
"من صلى قبل الظهر أربعاً وبعدها أربعاً حرم الله وجهه عن النار ".[رواه
أحمد والترمذي]
وبعد صلاة المغرب ركعتين ، وبعد صلاة العشاء ركعتين ،
لتصبح مجموع ركعات السنن الرواتب "12" ركعة . لقوله صلى الله عليه وسلم "
ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا
بنى الله له بيتاً في الجنة " " أو بُني له بيت في الجنة ".[رواه مسلم ]
ومن النوافل الكثير والكثير كصلاة الوتر ، وأقله ركعات قبل منامك ركعتين ،
ثم ركعة واحدة ، اطلبي من الله عز وجل فيها كل ما ترجينه في الدنيا
والآخرة . ولا تنسي صلاة الضحى فإنها فضيلة وفي وسعك أن تصلي من ركعتين
إلى ما شاء الله .فهذه الصلوات تزيد درجاتكِ ، و تثقل ميزانك يوم القيامة
، وتكفر عنك سيئاتك يوم لا ينفع مال ولا بنون .
قال الله تعالى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7،8]
السنن الرواتب :
وقت صلاة السنة عدد الركعات
قبل الفجر == ركعتين
قبل الظهر == أربع ركعات
بعد الظهر == ركعتين
بعد المغرب == ركعتين
بعد العشاء == ركعتين
الرابعة:
احرصي
على الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت ، والدعاء
واللجوء إلى الله كلما ضاق بك أمر ، ولا تلجئي لأي مخلوق ، والجئي لرب
العباد فهو وحده القادر على إجابتك ، وعليك تحري أوقات الإجابة ، فمنها
ثلث الليل الأخير ويقول :"هل من داع فأستجب له ، هل من سائل فأعطيه "،
وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة وتحريها حتى وقت الغروب ، وبعد كل أذان
، وعند كل صلاة . فلماذا تضيعين تلك الفرص من يديك – وفقكِ الله ورعاكِ -
؟!
الخامسة :
احرصي – بارك الله فيكِ – على الصيام لتنالي الأجر والمثوبة من الله ، وطهري نفسكِ من الذنوب وابتعدي عن الصيام المحرم .
الصيام المستحب
1- صيام يوم الاثنين والخميس
2- صيام أيام البيض من كل شهر15،14،13
3- صيام يوم عاشوراء 10محرم .
4- صيام يوم عرفة 9 ذو الحجة لغير الحاج
5- صيام ستة أيام من شوال
الصيام المحرم
1- صيام يوم الجمعة منفرداً أو يوم السبت منفرداً
2- صيام يوم الشك " قبيل دخول رمضان ".
3- صيام يوم العيد " الفطر ،الأضحى ".
4- صيام أيام التشريق 11،12،13 من ذو الحجة .
السادسة:
احرصي
على أداء واجباتك على أكمل وجه ، فإنك مسؤولة عنها وأدي واجباتك نحو
والديك وزوجك وأبنائك وبيتك ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته " [رواه البخاري ومسلم ]
السابعة :
احرصي
على الستر ، وتستري – سترك الله بالإيمان – عند خروجك من منزلك بعباءتك
فاجعليها ساترة من رأسك وحتى أخمص قدميك ، وقاطعي كل عباءة جديد تُخرج
المرأة عن عفتها وحجابها، واستري وجهك بغطاء ثقيل بحيث ترين ولا يراك أحد
، ومن اتقى الله أعانه.
ولا تلبسي القصير والضيق والبنطال ، وابتعدي
عن التشبه بالرجال ونساء الكفار ، ولا تفسخي الحياء فإن الرسول صلى الله
عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها ، كما وأنك أيتها الأم مسؤولة
عن بناتك عند خروجهن بالقصير أو بالبنطلون وقد تجاوزن مرحلة الطفولة ، ولا
تعوديهن ذلك في مرحلة الطفولة لأن من شب على شيء شاب عليه ، وصعب التخلص
منه حال الكبر .
الثامنة :
ابتعد
عن التعطر عند خروجك من المنزل ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
:"أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة ومرت بالرجال لعنتها الملائكة "، فاتقي
الله وفقك الله ورعاك ، فمن اتقى الله كفاه ووقاه .
التاسعة :
ابتعدي
- طهرك الله – عن سماع الغناء ،ولا تغرسي ذلك في أبنائك ، فإن عذابه شديد
ولا يجتمع غناء وقرآن ، فالغناء من الشيطان ، والقرآن من الله ، وقد روى
أنه لما أُسري بالرسول صلى الله عليه وسلم "رأى أناساً يعذبون ويصب في
آذانهم الرصاص الساخن ، فسأل ما بالهم ؟ فقالوا : هؤلاء سامعي المزمار "أي
أهل الغناء ". فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، نسأل الله من فضله
.
العاشرة :
تذكري
أختاه أننا في هذه الدنيا عابرون ، فهي دار ممر وليست بدار مقر ، وعندما
تذكرين ذلك وتتذكرين أننا كلنا إليه راجعون وميتون ..فذلك يجعلك أكثر
حرصاً على تقواه وطاعته ،
فأين الأحباب والأقارب والأصحاب ؟! هم السابقون ونحن اللاحقون ، جمعنا الله وإياكم في جناته .هذا والله أعلم ، ونسأل الله القبول .
أختك في الله
م / ن