إن من خصائص النمو الاجتماعي أن يمرالأطفال عموماً بفترة الإحساس بالخجل، إذ يعتبر هذا الأمر طبيعياً فيفترات محددة. و«الخجل» كلمة تحمل معاني طيبة ومعاني مرضية، إذ نجد بعضالأطفال يمتزج الخجل لديهم بالحياء، نتيجة التربية المحافظة التي يتلقاهاإلى حد ما، لكن إذا زاد الخجل عن حده فيمكن أن يتحول إلى مرض نفسي عندبعضهم الآخر. والسؤال ماهي الأسباب التي تزيد من خجل الطفل وتجعله منطوياً على نفسه؟ مخاوف الأم الزائدة من المعروف أن الأطفال الخجلين يتمتعون بدرجة حساسية عالية، والأم تلعبدوراً كبيراً في زرع هذه الصفة بشخص طفلها، أو محوها وذلك حسب التربيةالتي يخضع إليها.. فالأم بطبعها تحاول بشتى الوسائل إحاطة طفلها بكل أنواعالرعاية الممكنة، وتشعر بأن طفلها سيتعرض للأذى في كل لحظة، ومن دون قصدتملأ نفسه بأشياء كثيرة غير مرئية في المجتمع، وتفهمه بأنها تشكل خطراعليه، الأمر الذي يزيد من خوف الطفل. ويرى بأن المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالاطمئنان هو جوار أمه، ومثل هذاالطفل يشعر بالخوف دائماً، إذ لا يستطيع عبور الطريق وحده، ولا الاستمتاعبالجري أو اللعب أو السباحة لأنه يتوقع في كل لحظة أن يصاب بأذى، ويظلمنطوياً خجولاً، وأحياناً تصل درجة خوف الأم على طفلها إلى منعه منالاختلاط واللعب مع الآخرين خوفاً عليه من تعلم السلوكيات غير الطيبة أوتعلم بعض الألفاظ غير اللائقة، الأمر الذي يزيد من انطوائه. الشعور بالنقصوفي حالات نادرة نلاحظ أنه ولأسباب قد تكون وراثية أو طبية
يخلق بعضالأطفال مشوهين جسديا، فهذه النواقص أو العاهات التي تخلق مع الطفل تساعدعلى أن ينشأ بعض الأطفال خجولين وميالين للعزلة، والخجل ينتج أحياناً عنأسباب مادية، كأن تكون ملابس الطفل رثة لفقره، وهزيل الجسم لسوء التغذية،وقلة في المصروف قياساً مع زملائه، أو لنقص في أدواته المدرسية.