تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
ﺇﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻖ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ؛ ﻟﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻴﺪﺭﻙ ﺑﺤﺴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ " .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ " ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﺎ " .
ﻭﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻳﺰﻛﻴﻬﻢ ﻭﻳﻄﻬﺮﻫﻢ .
ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻛﻔﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻀﻼ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻪ : " ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﻭﺃﻗﺮﺑﻜﻢ ﻣﻨﻲ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﺣﺴﻨﻜﻢ ﺃﺧﻼﻗﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ" ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : " ﺃَﺛْﻘَﻞُ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤِﻴﺰَﺍﻥِ ﺍﻟْﺨُﻠُﻖُ ﺍﻟْﺤَﺴَﻦُ " .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺧﻠﻖ ﺣﺴﻦ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ : { ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ } ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﻨﺖ ﺃﻣﺸﻲ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮﺩ ﻧﺠﺮﺍﻧﻲ ﻏﻠﻴﻆ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﻓﺄﺩﺭﻛﻪ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﺠﺬﺑﻪ ﺑﺮﺩﺍﺋﻪ ﺟﺬﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻋﻨﻖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺟﺬﺑﺘﻪ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻙ . ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻀﺤﻚ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻌﻄﺎﺀ .
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: " ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻠﻰ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﻄﺲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ , ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺮﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﺄﺑﺼﺎﺭﻫﻢ , ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺍﺛﻜﻞ ﺃﻣﻴﺎﻩ! ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ؟ ! ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺨﺎﺫﻫﻢ , ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻳﺼﻤﺘﻮﻧﻨﻲ ﺳﻜﺖ , ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻓﺒﺄﺑﻲ ﻫﻮ ﻭﺃﻣﻲ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎً ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎً ﻣﻨﻪ , ﻓﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﻬﺮﻧﻲ ﻭﻻ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻭﻻ ﺷﺘﻤﻨﻲ , ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ , ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺧﻠﻖ ﺭﻓﻴﻊ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻷﻭﺍﻩ ﻟﺮﺃﻓﺘﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ .
ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻭﻳﺜﻨﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮﺍ ، ﻭﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺧﺎﺹ .