يمنية ذوق {كُرًمَوٌشٍ نَشٍيٌطٍ }
الاسم الحقيقي : يكُون ألانسَانُ | غَرِيبَاً | عندما يَكُون جَسَدهُ في مَكَان .. و { رُوحُهُ } في مَكَان آآخر ! عدد المساهمات : 417 تاريخ الميلاد : 25/12/1996 تاريخ التسجيل : 27/02/2014 العمر : 27 الجنسية : يمنيه وروحي اردنيه
| موضوع: شمس الحريه الجمعة مارس 28, 2014 2:23 am | |
| شمس الحريّة استيقظتُ في صباحِ يومِ الخميسِ على زقزقةِ العصافيرِ وحفيفِ الشجرِ، قفزتُ من سريري لأبدأ صباحَ يومٍ جديدٍ خرجتُ من المنزلِ؛ لألعبَ في أحضانِ الطّبيعةِ الخلابة واستمتعَ بخضرتها، كنتُ أنا وأصدقائي في كلَّ يومٍ نلهو على ترابِ فلسطين، ونشتمُّ رائحةَ الحريّةِ، وعندما حانَ اللّيلُ ودّعَ كلٌّ منّا الآخرَ، وذهبَ كلٌّ إلى بيته، ومن كثرةِ التّعبِ استلقيتُ لأستريحَ، وما إن أغمضتُ عيني حتى سمعتُ أصوات مختلطةً بصراخٍ وبكاءٍ وصوتِ رصاصٍ كأنه الرّعد، جمعنا أبي جميعنا أنا وأمي وأختي الصّغيرة، وطلب منّا الاستلقاءَ على الأرضِ، ولكنني كنتُ أبكي منْ شدّةِ الخوفِ، وأبي يقولُ : لا تبكي، فقلتُ: يا أبتي، مَنْ هؤلاء الوحوش؟ فأجابني : إنّهم الصّهاينةُ اليهود، فشعرتُ بخوفٍ عارمٍ ينتابني، لأني أعرف عن هؤلاء الكثير . كنتُ أتطلّعُ للحظةِ التي يتوقّف فيها هذا المطر من الرّصاص ِالمخيف، وما إن تنفّسَ الصبحُ وأشرقتِ الشّمسُ إذا بي أتوجّهُ بسرعةِ البرق نحو النّافذةِ ودقاتُ قلبي تسابق قدمي؛ لأنظرَ ماذا يحدث في الخارج، فرأت عيناي منظراً تقشعرُّ لها الأبدانُ، أطفال ٌتغطّيهم دماؤهم، رأيتُ وحوشاً ضارية مكشرةً عن أنيابها، مخالبها تقطرُ دماً، وبهذه اللحظة أدركتُ ما حصل،هذا الصباحُ ليسَ ككلِّ صباح،لا طمأنينةَ ولا حتى رائحةَ حريّة. واحسرتاه، بكيتُ، أمسك أبي بيدي وقالَ لي: بنيتي،لا تنظري من النّافذة، وعقّبتْ أمي: إنَّ هذا كابوسٌ، وبإذن اللهِ سينتهي، فقلت: متى يا أمي؟ كلُّ يومٍ نستيقظُ على مشاهدَ مخيفة، ونبيتُ والكوابيس ... ولمْ أكدْ أنهي كلامي، فإذا برصاصةٍ تخترقُ نافذةَ المنزل ِفإذا بدماء تملأ وجهي، استدرتُ فرأيت ما لمْ يكن في الحُسبان، أختي الصغيرة، سعاد التي لمْ يتجاوزْ عمرُها السنتين تتغطّى بدمائها الطّاهرة محتضنةً دميتها، وأمّي تصرخ وأبي هبَّ مسرعاً لطلبِ النّجدة، سقطتُ مغشيّا عليّ، استيقظتُ بحثتُ عن أختي، لمْ أجدها، لمْ أجدها، أخذني أبي بين ذراعيه وهو يبكي، فهمسَ في أذني : حبيبتي، إنّ أختَكِ فوق في السّماء بحماية ربِّ العباد، تلهو مع أترابها في جنان الرّحمن، لا تخافي هذا دربُنا، وقالت أمي ودموعها تنسكب مدراراً: نحن فلسطينيّون، والصّمود عنوانُ بقائنا، كُتب علينا أن أرضَ فلسطين ستعودُ بعد أن ترتوي بدماء شهدائها.... يا تُرى، متى سيزولُ هذا الكابوس المقيت ؟ متى سأعاودُ اللعبَ مع أصدقائي؟ وهلْ ستعود أختي؟ سأصبر لعلَّ الفرجَ قريبٌ، ومع حلولِ الليلِ سمعنا صوت طرقاتٍ على الباب جعلتِ البابَ يرتعدُ خوفاً، لكنْ هذه المرّة لم تذرف دموعي، فقد ْتعوّدتْ على الصّبر،لأنّهُ مهما طالَ ليلُ الظّلمِ سيحلُّ فجرٌ يتفجَّرُ أملاً يملأُ الحياة من جديد، هكذا كانتْ تقولُ لي جدّتي، نظر أبي ليجدَ الصهاينة على بابِ منزلِنا، ارتبكتْ أمي وقالت بصوتٍ خفيضٍ كدتُ لا أسمعُهُ: ماذا عسانا نفعل؟ فأجابها أبي : يجب أنْ نخرجَ وبأيِّ طريقةٍ كانت، قالت أمي: من أين؟ فأجابها: من النّافذة الخلفيّة، حتّى ولو كانت صغيرةً، فأخذتِ الدّموع تنهمرُ من عينيَّ : فأخذت أمّي تقبّلني وتقول: بسرعةٍ لا وقتَ للبكاءِ، فأخذتني ذكريات المكانِ تعيدني إلى الوراء، ذكريات ستتّوحّدُ عندَ لحظةَ تركي البيت، فقلت: أشتمُّ رائحة سعاد، تشبثت بي ذكريات مع ضحكات الأصدقاء، أجل، احتضنتها جدران البيتِ، غصن الزيتون أمسكْ بي، هنا ترابُ بلادي، أخذتُ دميةَ أختي سعاد لتكونَ الذّكرى التي أحميها من يدٍ قد تغتالها، وقلت في نفسي: لعلَّ سعادَ تعود لعلّها تعود. هيّا هيّا نادانا أبي بطلُنا القويُّ الذي لولاه لما استطعنا أن نفعلَ شيئاً، ولم يكدْ ينهي؛ خُلِعَ بابُ البيت ِمن جذوره فأخذتُ أركضُ، كنت أوّلَ من مرَّ عبرَ النّافذةِ، ومن ثمَّ أمي، وأما أبي لمْ يخرج، أبي بقي في داخلِ البيتِ، فبكينا بكاءً مريراً حتى رأيناه يخرجُ وبيده مسدّسٌ صغيرٌ كان قد أخذه من جدّهِ، فغمرتنا الفرحةُ سعادةً برؤيةِ أبي البطلِ، خرج قائلاً وبصوتٍ عالٍ : بهذا المسدّس الصّغير سأدافعُ عن ترابِ وطني حتّى آخر رمقٍ، ومعَ كلِّ دقّة يدقها قلبي، فمن يحمي الوطن والعرض، فدخلنا نحن وسكانَ القرية مكاناً لا نعرفه، لمْ نعرف أين نحن، حتى وصلنا إلى أرض قد تكون الصّحراء بجفافها، ولبثنا هناك عدد سنين، نلتحفُ السمّاء ليلاً، ويلفحنا حرُّ الشّمس ِنهاراً، نأكلُ كسرات خبز الإعانة، ونشرب عرق أجسادنا، ونعيش على أملٍ يتردّد: ستعودون إلى الدّار، احتفظوا بالمفاتيح، أصبحتُ أدرك – فقد كبرت كثيراً في منفانا - أنّ طريق العودة محفوف بالأشواك . باتَ أبي ورفاقه من أبناء الطيرة من أبناء فلسطين، من شمالها حتى جنوبها، من شرقها حتّى غربها كلّ ليلة يتسلّلون ليلاً، يقاومون ليلَ نهار، صيفَ شتاء، ومع عودتهم في كلِّ مرّةٍ أملٌ يتجدّد، ومعَ إشراقةِ شمس الفجر وعدٌ يتحقّق سجّلَ التاريخُ صفحةً مشرقةً في تاريخ حريّة فلسطين، أولُ سطورها فلسطينُ حرّةً أبيّة، فتحها أبناؤها بمفتاح العودة الذي طالما تعلّق بأعناقهم، فرحةٌ طال َانتظارها، شمسهم أشرقت ... عدت وعائلتي إلى قريتنا، إلى بيتنا عدنا، صحيح وجدنا حطاماً ودماراً، لأوّل وهلة لم أعرف بيتنا، البيوتُ مدمّرة نمنا في الخيام، تحمّلنا بردَ الّليلِ القارصِ، ولكنّا كنا فرحين، بصبرنا جميعاً بتكافلنا بتماسكنا سنعيدُ البناء أفضلَ ممّا كان، سنبنيها ونزرع شجر الحواكير والبساتين حتى ترضى دماء سعاد ودماء الشّهداء التي لم تفارقنا لحظة، حتّى ترضى فلسطين . فلسطين حقُّ، والحريّة حقٌّ، سنفديها بالغالي والنّفيس، سنفديها بالسّيفِ والقلمِ، سنفديها بالعمل لا بالصّمت.
[url=******www.facebook.com/photo.php?fbid=726425384045851&set=a.448533098501749.102392.448530808501978&type=1&relevant_count=1][/url]
[url=******www.facebook.com/photo.php?fbid=726425384045851&set=a.448533098501749.102392.448530808501978&type=1&relevant_count=1][/url] | |
|
سمية العسوله {كُرًمَوٌشٍ نَشٍيٌطٍ }
الاسم الحقيقي : سميـــــه عدد المساهمات : 336 تاريخ الميلاد : 09/08/2000 تاريخ التسجيل : 24/10/2013 العمر : 24 الجنسية : لا يهمني احد ولا يهجبني احد خلقت للعبادة فقط
| موضوع: رد: شمس الحريه السبت مارس 29, 2014 11:45 am | |
| | |
|
يمنية ذوق {كُرًمَوٌشٍ نَشٍيٌطٍ }
الاسم الحقيقي : يكُون ألانسَانُ | غَرِيبَاً | عندما يَكُون جَسَدهُ في مَكَان .. و { رُوحُهُ } في مَكَان آآخر ! عدد المساهمات : 417 تاريخ الميلاد : 25/12/1996 تاريخ التسجيل : 27/02/2014 العمر : 27 الجنسية : يمنيه وروحي اردنيه
| موضوع: رد: شمس الحريه الأحد مارس 30, 2014 11:47 am | |
| | |
|