جريمة في القرية الشمالية
فكر
السيد جيرمون كيليفون قليلاً في صديقه القديم , والذي انشغل باله عليه ,
إنه السيد ( فرانك بالكرز ) . لقد مضت ستة أيام ولم ير أحداً من أصدقائه
سوى السيد جيمس ريموند الذي يقيم معه في بيته . كان من الممكن أن يرى
الكثير من أصدقائه , لكنه لم يفكر سوى بالسيد فرانك بالكرز الذي قرر بأن
يزوره في بيته المبني على طراز قديم في القرية الشمالية , قرية ( كروك
لاون ) التي اشتهرت بسكانها أناس غرباء . كانت القرية مليئة بالسيدات
الفضوليات , واللاتي لا يخفين أي سر أبداً . وهذا شيء سلبي بكل تأكيد .
الجميع في تلك القرية يعانون من الفضول الذي يشغل أهل القرية . فلو ذهب
السيد جيرمون كيليفون الشهير مع صديقه جيمس ريموند إلى تلك القرية
الفضولية , سيتساءل الجميع عن سبب قدوم السيد كيليفون وصديقه ريموند إلى
هذه القرية . وستنقلب القرية إلى أسوأ من ذي قبل . الحال سيء في القرية ,
وغالبية الناس فقارا ولا يملكون الكثير من المال . كان من المستحيل أن تجد
في تلك القرية بيتاً يمكن العيش به بصورة جيدة . حتى بيت السيد فرانك
بالكرز لم يكن بالبيت الجيد , رغم أنه يمتلك المال الكافي لشراء بيت أفضل
من بيته الحالي بكثير . ولكنه لا يريد الانتقال من هذا البيت لأنه بيت
والده ووالدته الراحلين . ولا يريد أن يستغني عن بيت والده الأثري القديم
.
****
استقل
السيد جيرمون كيليفون هو وصديقه جيمس ريموند أول قطار سينطلق إلى البلدة
القريبة من قرية كروك لاون . كانا متحمسين كثيراً لرؤية السيد بالكرز .
سار القطار بسرعة إلى أن وصل إلى البلدة القريبة من القرية . فنزل الرجلان
وركبا سيارة أجرة متوجهين إلى القرية الشمالية .
وعندما
دخلا القرية بدأ السيد كيليفون يسترجع ذكرياته الجميلة مع صديقه بالكرز
الرهيبة . وتذكر أيضاً عندما قام هو وصديقه بالكرز بحل قضية والكر باتسون
في هذه القرية الصغيرة . إنها ذكريات رائعة حقاً ...
مشى
الصديقان قليلاً في أول شارع ترابي في القرية . سألا أحد الرجال المارين
بجانبهم : " لو سمحت يا سيدي , أين يقع بيت السيد بالكرز ؟ "
أجابهم الرجل وهو مبتسم : " إنه البيت السادس على الجهة اليسرى . هناك . " أشار بيده إلى بيت السيد بالكرز الذي بدا أجمل بكثير من
السابق
. شكره كيليفون وسار مسرعاً إلى البيت المستدلين عليه .ضرب الجرس ففتح له
السيد بالكرز الباب ونظر إليه باستغراب لبضع ثوان , وأخيراً قال : " أوه ,
السيد كيليفون , لم أكن أتوقع مجيئك لهذه القرية مرة أخرى . " بعد هذه
الكلمات صافحه بحرارة وقبله ثم نظر إلى صديقه وقال بحماسة شديدة : " أعتقد
أنك السيد جيمس ريموند ، أليس كذلك ؟ "
لم
يكن جيمس ريموند يتوقع أن هذا السيد العجوز يعرفه وهو لم يقابله من قبل .
لذا أظهر أسنانه بابتسامه رائعة وقال : " أجل , لقد تشرفت بمعرفتك يا سيد
بالكرز . " ثم صافحه وقبله مثل كيليفون . ثم أدخلهم إلى غرفة الاستقبال .
جلسوا على أرائك مريحة جداً , ولم تمض دقيقة على جلوسهم حتى بدأ السيد
بالكرز الحديث بقوله : " كيف حالك يا سيد كيليفون ؟ "
أجابه كيليفون: " أنا بخير , أتمنى أن تكون كذلك . "
قال مجاملاً الرجلان : " أنا بخير إذا كنتما متواجدان هنا . "
قال ريموند : " شكراً لك يا سيدي . "
قال
بالكرز بحماسة : " سيد ريموند , ما رأيك بأن نتمشى قليلاً في القرية
الصغيرة ؟ إن الجو صحو ورائع جداً , ومفيد لأجسامنا أيضاً . وإن السيدة
بالكرز نائمة , ولا نريد أن نوقظها . هيا بنا ."
" أنا موافق . ماذا عنك أنت يا كيليفون ؟ "
قال كيليفون : " أنا , من المؤكد أنني سأذهب معكم . هيا بنا . "
خرج الثلاثة من البيت وبدأ بالكرز يعرفهم على القرية .
"
هذا هو دكان السيد بارتشي . وهذا هو دكان السيد بودي . إنه دكان مليء
بالقطع المعدنية القديمة والأثرية . وهذا يعجبني كما تعرفون . "
قال كيليفون : " أجل , إنني أحب الآثار والأشياء القديمة . وأحب الزخارف أيضاً . "
" هل أنت مثل صديقك يا ريموند ؟ هل تحب الآثار القديمة ؟ "
" أجل , لا أعتقد أن أحداً في العالم يكره هذه الأشياء . "
قال
كيليفون بلهفة : " إنني أتمنى أن أرى الآثار في البلاد العربية . أمنيتي
أن أذهب إلى الأردن ومصر والعراق . فهذه البلاد تحتوي على الكثير من
القلاع والمدن الرائعة . إنها بلاد رائعة . "
قال بالكرز : " لقد ذهبت قبل عدة سنين إلى الأهرامات في مصر . إنها عجيبة جداً . الهرم الواحد أطول مني بمليون ضعف . "
قال
ريموند : " أجل , إن الأهرامات تحير المهندسين العظام . لقد سمعت في أحد
الأيام أن في أحد الأهرام توجد غرفة لا يدخلها نور الشمس سوى في يوم واحد
فقط . وأن هناك غرفة لو وضعت فيها قطعة جبن أو ما شابهها لمدة طويلة جداً
, لما تعفنت أو بدا عليها عدم الصلاحية للأكل . "
قال كيليفون : " أوه , هذا غريب , يبدو أن الفراعنة عندما بنوها كانوا مهندسين بارعين بكل المقاييس . أليس كذلك ؟ "
" أجل . إنهم مهندسون لا يوجد مثيل لهم في العالم . "
بعد
هذه الكلمات ، بدأ السيد فرانك بالكرز بإلقاء نظرة مع كيليفون وريموند على
أنحاء القرية الصغيرة . أخذهم إلى الحديقة وإلى متجر العصيرات القريب من
القرية ... وأخيراً عادوا إلى البيت الذي لا يوجد به سوى السيد بالكرز
والسيدة بالكرز والآنسة فلونا بالكرز والخادمة فيونا والطفل الصغير روجر
بالكرز . هؤلاء الأشخاص هم الذين كانوا في بيت السيد بالكرز قبل خروجه مع
صديقيه القدامى . لكن الشيء الذي لم يخطر ببال أحد هو أنهم عندما دخلوا
البيت , قابلهم روجر بالكرز وهو يبكي وقال : " أبي , لقد قتلت أختي
الكبيرة . لقد قتلت فلونا يا أبي . "
صرخ فرانك بالكرز قائلاً : " ماذا , قتلت فلونا ! "
" أجل , لا أعرف من قام بقتلها . إنها ميتة في غرفتها . وأنا لا أستطيع الدخول لأنني أخشى رؤية الدماء . "
اتسعت
عينا السيد فرانك بالكرز . ثم صرخ قبل أن ينطلق متوجهاً إلى غرفة ابنته
القتيلة . لكن كيليفون وريموند بقيا صامتين ووقفا بلا حراك .ما الذي حصل ؟
هذا هو السؤال الذي يدور في رأس السيد كيليفون وصديقه.
دخل
بالكرز غرفة ابنته وبدأ بالصراخ والبكاء . لقد كانت فلونا مستلقية على
سريرها , وكان السم يسيل من فمها إلى الوسادة . السم الأسود جعل بالكرز لا
يصدق ما تراه عيناه . لم يكن يتخيل أن أحداً من البيت قد يضع السم في فم
ابنته الوحيدة . إن الفتاة محبوبة من قبل الجميع ولا أحد ينكر أنها فتاة
رائعة وجميلة وجذابة . فما الذي دفع أحدهم لتسميمها وقتلها بهذه الطريقة ؟
نظر كيليفون إلى جيمس ريموند وقال : " هيا بنا يا ريموند . هيا لنعود إلى البيت . لا نريد أن نقع في متاعب . هيا بنا . "
" لكن , هل سنترك السيد بالكرز هكذا بلا مساعدة ؟ "
" ماذا بوسعنا أن نفعل ؟ "
"
لا أعرف . لكن على الأقل , دعنا نصعد للأعلى لنعرف ما الذي حصل. السيد
بالكرز صديق قديم لك , ومن الأفضل أن تحاول فقط مساعدته . هيا اصعد واسأله
, ربما احتاج إليك . وإذا أخبرك أنه لا يريد شيئاً , انصرف وعد إلى بيتك .
"
" حسناً , تعال معي . "
هز
ريموند رأسه بسرعة ومشى إلى الدرج الذي شاهدوا بالكرز يصعده . وعندما
وصلوا الغرفة أطل كيليفون برأسه وقال بصوت منخفض كي لا يسمعه فرانك بالكرز
: " روجر , روجر , تعال إلى هنا . " أطاع روجر الصغير بسرعة وذهب إلى
كيليفون .
قال كيليفون : " ما الذي حصل ؟ "
أجابه روجر بالكرز والدموع تتدفق من أعينه : " لقد قتل أحد المجرمين أختي الوحيدة . "
قال كيليفون بفضول : " وهل رأيت السيد الذي قتل أختك ؟ "
" لا . لم أره ولم أسمع أي صوت . يبدو أن القاتل قتلها واختفى . "
" هذا مؤكد ؛ فالمجرم عندما يرتكب جريمته يهرب ولا يحاول إبقاء أي أثر لئلا يكتشفه أحد . "
" ربما كان شبحا . كيف بإمكانه أن يدخل بيتنا ويقتل فلونا , ثم يخرج من البيت دون أن نشعر به ؟ "
" هذه هي صفات المجرم البارع يا روجر . يدخل ويخرج وكأن شيئاً لم يحدث . "
" سيدي , ألا يمكنك أن تساعدنا ؟ "
" وكيف ؟ "
" لقد سمعت أنك رجل تحريات بارع جداً . وبإمكانك أن تعرف من النظر إلى الجريمة من هو القاتل ؟ "
" وأين سمعت عني هذه الأشياء ؟ "
" في التلفاز وفي المذياع , وأيضاً دائماً ما أقرأ عنك في الصحف . إنك يا سيدي شهير جداً وشعبيتك واسعة . "
قال كيليفون وهو مبتسم : " لقد نظرت إلى الجريمة , وتوصلت إلى المجرم الذي قتل أختك . "
" من هو ؟ هيا أخبرني كي أذهب وأحطم رأسه ؟ "
" أنت . "
أحس
روجر بالكرز بخيبة أمل وقال : " أوه , كنت أظن أن الصحف تحدثنا عنك بصورة
حقيقية . من الواضح أن الصحف كانت تخبرنا ببعض الطرائف . "
ضحك كيليفون ثم قال : " أنا أمزح معك فقط . أعدك بأن أخبرك من هو القاتل . لكن عليك أن تصبر قليلاً . "
" سيد كيليفون , هل بإمكاني أن أساعدك في التحقيق ؟ "
" إذا كنت تود هذا فأنا لا أمانع أبداً . " كان كيليفون يقول هذه الكلمات فقط لكيلا يغضب منه روجر بالكرز .
والغريب
في الأمر أنه وافق حقيقة على أخذ هذا الطفل معه . ربما كان يريد أن يعلم
هذا الطفل الصغير بعض الأشياء التي تتعلق بجرائم القتل وحلها . من يدري ؟؟
دخل
السيد جيرمون كيليفون حجرة الآنسة فلونا وبدأ يستكشف أنحاء الغرفة , ولكنه
لم ينطق بأي كلمة أثناء استكشافه للغرفة . مضت ثلاثة أو أربع دقائق ,
وبعدها قال كيليفون بصوت منخفض : " روجر , هل كانت أختك تحب شخصاً ؟ "
" أجل , لماذا ؟ "
" أنظر هنا يا صديقي المفتش , أليس هذا هو خاتم خطبة أختك ؟ "
" أجل , أين وجدته ؟ "
" هنا , لكن أخبرني , هل كان ذلك الرجل الذي تحبه يكرهها ؟ "
" لا أبداً . لقد كانا يخرجان معاً كل صباح , ولم يكن هناك أي خلاف بينهما . أنا واثق من صحة كلامي . "
" حسناً . لكن الواضح أن الخطبة فسخت , أليس كذلك ؟ "
" لا أعرف . ربما تشاجرا دون أن يعلم أحد . "
" هذا محتمل . لكن أخبرني , ألم تتعرف على القاتل يا روجر ؟ "
" بالطبع لا . هل تعرفت عليه يا كيليفون ؟ "
" ربما أنني توصلت إليه , لكنني أريد التحقق من بعض الأشياء . روجر , هل بإمكانك أن تأخذني إلى منزل حبيب أختك ؟ "
" أجل , تعال معي . "
كان
جيمس ريموند يقف عند الباب كالمزهرية , ولم تكن هناك أي فائدة منه . لمنه
كالعادة لحق بكيليفون عندما خرج من البيت . بقي يلحق به إلى أن وصل
الرجلان والطفل الصغير إلى منزل السيد دافيدسون , وهو حبيب الآنسة فلونا .
ضرب روجر بالكرز الجرس بقوة , ولم ينتظر سوى دقيقة إلى أن فتح السيد
دافيدسون باب المنزل .
قال روجر : " سيد دافيدسون , لقد أتيت برجل تحبه كثيراً . إنه السيد جيرمون كيليفون , رجل التحريات المبدع . "
أظهر
السيد روبن دافيدسون أسنانه بابتسامة رائعة وقال : " أوه , السيد كيليفون
, دائماً كنت أقول ليتني أقابلك . وهاأنت أمامي . إنه مفاجأة
رائعة . أهلاً بك , تفضل بالدخول . "
دخل كيليفون المنزل بعد أن صافحه السيد دافيدسون هو وصديقه ريموند .
قال كيليفون بسعادة : " هل حقاً أنك كنت تتمنى مقابلتي ؟ "
أجابه
بحماسة : " أجل . إنني أحب مقابلة الشخصيات الذائعة الصيت . دائماً ما
أتقابل مع الممثل الشهير ( براد نيسون ) . إنه شخص رائع . "
قال كيليفون بجدية : " دافيدسون ، هل سمعت بخبر وفاة خطيبتك ؟ "
قال بيأس شديد : " أجل , إنه أتعس خبر أتلقاه في حياتي . "
صرخ روجر بالكرز بسرعة قائلاً : " ماذا ! كيف وصلك الخبر ؟ "
ارتبك
السيد دافيدسون قليلاً ثم قال بكلمات متقطعة : " أ ــ أنا , لا أدري يا
روجر , لقد أخبرتني ــ لقد أخبرتني الآنسة فيونا , خادمتكم الطيبة . "
قال
روجر بصوت عال جداً : " أنت كاذب يا روبن , أنا كنت في البيت قبل وبعد موت
أختي , ولم أكن أفعل شيئاً سوى اللعب مع الخادمة . فكيف وصلك الخبر منها ؟
"
قال
كيليفون بهدوء : " اهدأ يا روجر , لقد كان السيد دافيدسون داخل بيتكم وأنت
لا تدري . كان يجلس مع أختك المسكينة , وفجأة وبحركة سريعة أدخل السم إلى
فمها , ولم يترك لها أي فرصة لكي تصرخ أو تطلب النجدة , لكن من حسن حظي
أنها وهي تصارع الموت خلعت خاتم الخطبة من يدها . لقد كانت أختك ذكية ؛
فعندما شربت السم حاولت أن تكتب اسم قاتلها , لكنها لم تجد الوقت الكافي
فانتزعت الخاتم من يدها . وعندما دخلت أنا مسرح الجريمة وجدت بصمات ,
وتحققت منها دون أن تراني فوجدت بصمات خطيب أختك . وهذا الشيء جعلي أتأكد
من أنه القاتل . وهناك شيء آخر أكد إلي أنه القاتل , عندما سألته إذا كان
يعرف عن موت خطيبته قال أنه يعرف , فمن الذي أخبره , سألته أنت يا روجر من
الذي أخبره فقال أن الخادمة أخبرته , والخادمة لم تكن تفعل شيئاً سوى
اللعب في الحجرة الداخلية معك . لكن أخبرني يا روجر , كيف عرفت أن اختك قتلت ؟ "
ارتبك
روجر قليلاً وقال : " لقد صعدت للطابق العلوي لأخبرها أن أمي تريدها في
شيء ضروري , فوجدتها قتيلة . وعندما هبطت للطابق السفلي دخلت أنت وأبي
والسيد ريموند , فأخبرتكم بما حدث . "
"
لكنك كاذب يا روجر , لقد خططت أنت والسيد روبن دافيدسون لهذه الجريمة .
كيف طلبت منك أمك استدعاء الآنسة فلونا وهي نائمة في حجرتها ؟ "
صرخ روجر بالكرز بسرعة وقال : " ماذا ؟ من قال هذا ؟ "
"
لقد خرجت أنا ووالدك والسيد جيمس ريموند لنتمشى في القرية لأن الجو رائع
وصحو , ولأن والدتك كانت نائمة فخفنا أن نزعجها . هيا اعترف أنك خططت
للجريمة مع خطيب أختك . "
قال دافيدسون بهدوء : " هذا هراء , ما الذي يدفعني لقتل خطيبتي يا كيليفون ؟ هيا أجبني ؟ "
" المسألة بسيطة ؛ لقد قتلتها بمشاركة أخيها لتحصلوا على أموالها . "
" أوه , يا كيليفون , أنت غبي حقاً . من قال أن أموال الآنسة فلونا ستذهب إلي عند وفاتها ؟ "
"
هذه أبسط مسألة يمكن تحليلها ؛ لماذا اخترت روجر خصوصاً ؟ هذا واضح ؛ لأنه
طفل صغير , وبإمكانك أن تكذب عليه وتأخذ كل أمواله التي سيحصل عليها من
أموال أخته . أنت ذكي لمكنك غبي في الوقت نفسه . أتعرف يا روبن ؟ لو أنني
لم أقابلك لما تعرفت على القاتل ؟ "
" سيد كيليفون , خذ هذه الورقة واقرأها . "
أخذ كيليفون ورقة من دافيدسون وبدأ يقرأها بصوت مرتفع :
"
أنا آسفة يا أبي , أنا آسفة يا أمي , أنا آسفة يا فيونا ’ أنا آسفة يا
روجر , أعلم أنني حـقـيـرة بـهـذا الـتـصـرف , لـكنني لم أفعل هذا الشيء
إلا لأثبت لروبن دافيدسون أنني أحبه . أنا قـررت الإنـتـحـار , الـحياة
مملة , ولكنني أعلم أن روبن دافيدسون سـيـحـزن كـثـيـراً عـنـدمـا أنـتـحر
, لذا سأعوضه وأعطيه كل أموالي لكي ينساني وينسى أنني ميتة , ويـنـسـى
أيضاً أنه كان يحبني . أريد أن يستلم السيد دافـيـدسـون كـل أمـوالـي .
وأنـا أتـأسـف مـرة أخرى لكم يا أفراد عائلتي الكريمة ... "
قال
كيليفون : " أوه , يا دافيدسون , أرأيت ؟ كتبت وصية مزيفة لتصلك الأموال
كلها . دائماً ما يحاول الناس الحصول على أموال الناس الأغنياء . لكن
أخبرني يا دافيدسون , لماذا لم تضع الوصية في مسرح الجريمة ؟ "
"
لقد قتلت الآنسة فلونا ثم خرجت من البيت , ولم أتذكر الوصية إلا عندما عدت
للبيت . كتبت الوصية بسرعة وذهبت للبيت لأضعها في حجرة الآنسة فلونا ,
ولكن لسوء حظي أنني رأيتك أنت وجيمس ريموند .
علمت
حينها أن من المستحيل أن أضع الوصية في ذلك الوقت . قررت أن أنتظر في بيتي
ساعة أو اثنتين إلى أن يخبرني روجر أنكم خرجتم . ولكن روجر صغير السن ولا
يعرف شيئاً في الجرائم , فدلكم على بيتي وساعدكم على الحل . ساعدكم على
الإمساك بي أنا والإمساك به أيضاً . حاول أن يخدعكم بالكذب , لكنه أيضاً
لم يكن بارعاً في اختلاق القصص الكاذبة . أريد أن أخبرك بشيء يا سيد
كيليفون . في الحقيقة , لقد كنت أتمنى أن أقابلك , لكنني لم أتمنى أن
تمسكني قاتلاً ... "
أتمنى إضافة رد ...