فها هو الطفل لؤى صبح ابن العشرة أعوام, الذى أذهل العالم أجمع , بصموده وكبريائه أثناء الحرب على غزة , بعد أن أفقده الاحتلال الإسرائيلى عينيه , وحرمه من رؤية عالمه الصغير,
كان حلم لؤى أن يصبح طبيبا , يعالج المرضى , ويخفف المهم , لكن حلمه ذهب أدراج الرياح بعد أن فقد عينيه الاثنتين , وتحول من مدرسته التي كان يدرس فيها إلى مدرسة المكفوفين.
يقول الطفل لؤى بتحدى لا يختلف عن ذلك الذى بدا عليه وهو يرقد على سرير الشفاء قبل عام : " سأكمل دراستي , وسأتابع حيات ولن يثنيني عن ذلك شئ"
ويضيف : "بعد الإصابة التي أصبت بها , لم أعد أستطيع مواصلة الدراسة فى مدرستي , لكنني لم أيأس من ذلك وقررت مواصلة دراستي في مدرسة المكفوفين , حيث تعرفت على أصدقاء جدد غير أصدقائي القدامى , كذلك تعرفت على أساتذة جدد , وأمضي وقتا جميلا في المدرسة , ولم تتوقف حياتي بسبب إصابتي."
ويحاول لؤي أن يجعل حياته تسير بشكل يقترب من الحياة الاعتيادية التي كان يعيشها من خلال التدريب , فالأمر كمل يقول :" يحتاج إلى الكثير من الإرادة القوية والتحلي بالكثير من الصبر ", فهو يخرج إلى الشارع أحيانا ويجلس مع أصدقائه بالقرب من مسكنه , ويساعده والده أو أحد إخوته , أو أصدقاؤه أحيانا .
لم يعد لؤي يلعب ألعابه المفضلة مع أصدقائه , لم تعد عيناه اللتان فقدهما تساعدانه على ذلك , فيكتفي بالجلوس ومتابعة أصدقائه الذين كان يشاركهم اللعب بالاستماع إلى أصواتهم , يبتسم حينا ويتألم حينا .
فاستقبل لؤي عبر جواله مكالمة من صحفيين يرغبون بإجراء لقاءات معه , الأمر الذى قد يستفز بعض الأطفال أحيانا لكثرة هذه الاتصالات .
لكنه يتقبل الأمر بالكثير من الروح المعنوية المرتفعة , والابتسامة التي حاول معظم الوقت رسمها على محياه .
وعن شعوره إزاء ذلك يقول :" أشعر أحيانا بالإرهاق والملل , لكنه الواقع الذى نحياه , فكيف ستنتقل معاناة الشعب الفلسطينى إذا لم أقبل المقابلة ؟ وكيف سيسمع العالم صرخاتنا وتوجعنا ؟."
أنتظر ردودكم