نظرت إليه و أجابته بتوتر :
- آه…هذا الشيء…إنه…إنه مقص…لقد احتجته وجئت لمكتبك لآخذ واحد من هذه المقصات الموجودة هنا .
سألها الدكتور (شارل) و هو ينظر إليها نظرة استنكار ؟ .
- غريب…ألا يوجد في المخزن الكثير منها ؟
أجابته بسرعة :
- بلى ، لكن كنت مستعجلة جداً يا دكتور (شارل)…إني متأسفة جداً .
أشاح الدكتور (شارل) بوجهه عنها و هو يقول :
- حسناً ، لا بأس .
ثم انصرفت الممرضة (ميري) و أغلقت باب المكتب خلفها و تطلعت إلى ساعتها فتمتمت :
- هذا صحيح ، الدكتور (مارك) قد تأخر الـ….
وبترت عبارتها عندما سمعت صوت يقول لها :
- صباح الخير يا (ميري) .
التفتت إلى صاحب الصوت ، لقد كان الدكتور (مارك) نفسه ، فاعتدلت و ردت عليه:
- صباح النور ، ما بك يا دكتور (مارك) لقد تأخرت هذا الصباح قليلاً لم أعتد هذا منك .
أجابها وعلى شفتيه إبتسامة عريضة :
- إنه ابني (جورج)!!!لقد ألقى علينا اليوم محاضرة طويلة صباح هذا اليوم .
قالت له :
- الدكتور (شارل) ينتظرك .
أجابها :
- كنت سأتجه إليه الآن .
ثم سار بخطوات سريعة إلى مكتب الدكتور (شارل) شريكه في العيادة وطرق الباب فسمع صوتاً يأذن له بالدخول فدخل و هتف :
- صباح الخير يا دكتور (شارل) ، يبدوا أنك لم تتخلى عن طبعك هذا إنك دائماً تصل إلى العيادة مبكراً جداً .
رمقه الدكتور (شارل) بنظرات باردة وبعد ذلك أجابه :
- هيا لا داع لهذه البالغة ، أنت الذي تصل متأخر .
قهقهة الدكتور (مارك) بصوت مرتفع و هو يقول :
- لا بد أنك طلبتني اليوم من أجل أن تطلب مني بيع حصتي من العيادة لك…ولكن لا تحاول يا دكتور (شارل) فلن أفعل هذا أبداً .
بدا التجهم على وجه الدكتور (شارل) ، ثم أطلق زفرة حارة و ابتسم قائلاً :
- إنك عنيد جداً يا دكتور(مارك) كعادتك ، و لا توجد قوة في الدنيا تجعلك تعدل عن رأيك .
ثم استطرد قائلاً :
- إننا لن تناقش بهذا الموضوع الآن فلدي اليوم عمل كثير فالعيادة غاصة
بالمرضى هذا اليوم ، ثم إنني سأخرج اليوم مبكراً فعندي اليوم بعض المشاغل
في المنزل .
وقف الدكتور (مارك) من على كرسيه و اتجه ناحية الباب و هو يقول :
- حتى أنا لدي اليوم الكثير من الأعمال بالإضافة إلى أنني سأجري عملية
بعد ظهر هذا اليوم و أيضاً علي أن أعلم ابني (جورج) الكثير من الأمور
المتعلقة بإدارة العيادة فهو لا يمتلك الخبرة الكافية في هذا المجال .
أجابه الدكتور (شارل) بكل هدوء :
- أعلم ذلك جيداً .
و انصرف الدكتور (مارك) من المكتب وتابعه الدكتور (شارل) بنظراته الصارمة ، ثم لم يلبث أن تحرك من مقعده بسرعة لمتابعة أعماله .
* * *
في الساعة الرابعة عصراً حزم الدكتور (شارل) حقيبته و اتجه إلى الباب
المؤدي إلى خارج العيادة ليغادره و بجانبه كان يسير معه الدكتور (جورج)
ابن الدكتور (مارك) فقال هذا الأخير :
- هل لديك مشاغل كثيرة يا دكتور (شارل) ؟ فأنت اليوم تغادر العيادة مبكراً !.
أجابه الدكتور (شارل) :
- نعم يا بني ، فأنا مرهق هذا اليوم و لن أ ستطيع مواصلة العمل فلقد بذلت جهداً كبيراً نهار هذا اليوم .
رد عليه الدكتور (جورج) :
- مع السلامة يا دكتور (شارل) ، إلى اللقاء غداً .
قالها و الدكتور (شار) كان قد غادر الباب و اتجه ناحية الموقف المخصص لسيارات العاملين في العيادة .