قهقهة (جيمس) قليلاً و عاد يكمل :
- في هذه القضية ستخفق حتماً يا سيد (جيم) .
و لكن المحقق (جيم هدسن) ظل يتأمل أوراقه جيداً و كأنه لم يسمع حرفاً واحداً مما قاله المحقق (جيمس) ثم نطق أخيراً :
- آه…لقد تمكنت أخيراً من حل هذا اللغز .
شهقت الممرضة (ميري) و احتقن وجه الدكتور (شارل) و انعقدا حاجبا المحقق (جيمس) الذي تكلم بصعوبة :
- ماذا؟!!!…تمكنت من حل هذا اللغز .
أجابه المحقق (جيم هدسن) كالعادة ببرود كالثلج :
- نعم . لماذا؟هل لديك أي مانع؟ .
ارتبك المحقق (جيمس) و هو يقول :
- ها…آه…لا…لا .
هتف الدكتور (جورج) :
- إذن . من القاتل ؟
رفع المحقق (جيم هدسن) سبابته في الهواء مشيراً بها إلى الدكتور (شارل) و قال :
- أنت .
ران صمت رهيب داخل الغرفة و الكل يتطلع في وجه الدكتور (شارل) الذي تجمد في مقعده من هول المفاجئة ، و لكن الدكتور (جورج) صاح :
- هذا مستحيل…إن الدكتور (شارل) غادر العيادة قبل وقوع الجريمة .
نهض المحقق (جيم هدسن) من على مقعده و هو يلوح بيده قائلاً :
- سأخبركم بتفاصيل الجريمة . إن المشتبه بهم كانوا ثلاثة هم الممرضة
(ميري) ، المزارع العجوز (جيمي) و الدكتور (شارل)…قاطعه الدكتور (شارل) في
حدة :
- لماذا لا يكون معنا الحارس أو أي شخص خارج العيادة ؟
أجابه المحقق (جيم هدسن) :
- أولاً ، لأن الحارس كان موجوداً طوال مدة عمله في مكانه حسب شهادة
الجميع . ثانياً ، لم يتم العثور على أية آثار للوحل على قدميه ، و قد عرف
حارسكم بأمانته طوال فترة عمله التي تتراوح تقريباً بين 9 إلى 10 سنوات و
هذا أيضاً حسب شهادة الجميع .
أما بالنسبة لقولك أن القاتل من خارج العيادة فهذا أمر مستبعد لأن
أولاً ، عليه أن يجتاز الحارس الأول الذي يمنع دخول الحديقة لغير المسموح
لهم . ثانياً ، و حتى لو كان فعل ذلك فهناك يوجد حارس آخر يراقب السيارات
الخارجة من العيادة ، لا يستطيع إذن القاتل الخروج دون أن يراه ذلك الحارس
الثاني . و ثالثاً و أخيراً ، لو افترضنا أن القاتل استطاع رشوة الحارسين
فكيف له أن يعرف مكان تواجد الدكتور (مارك) بل كيف له أن يعرف وقت تواجد
الدكتور (مارك) هناك بمفرده دون وجود أي شخص آخر ليرتكب جريمته بهدوء؟ هذه
الأمور لا يستطيع معرفتها سوى شخص يعمل هنا في العيادة .
ثم استطرد قائلاً :
- و لنعد إلى موضوعنا كانت المشتبه بها الأولى (ميري) ، فهي أول من
رأت الجثة ، و لكن لو كانت هي من فعلت الجريمة لظهرت آثار الدم على مقصها
أو يدها أو ثوبها ، و ليس لديها الوقت الكافي لإخفاء تلك الآثار ، و مع
ذلك فلم نجد أثناء تفتيشها على أدنى أثر لما ذكرت سابقاً و ثم تلك الآثار
تشير إلى براءة (ميري) فالقاتل هرب إلى الباب الخلفي . أما العجوز (جيمي)
فلقد كان ضعيفاً جداً بطيء الحركة ضعيف السمع والبصر ، إذن فليس بإمكانه
قتل الضحية و من ثم الهروب إلى الحديقة و إخفاء آثار جريمته و مزاولة عمله
بتلك السرعة ، أما الدكتور شارل فلقد خرج من الباب الرئيسي و اتجه إلى
الحديقة الخلفية و دخلها بصفته من المسموح لهم بالدخول إلى هناك فركب
سيارته و تراجع بها قليلاً إلى أن وصل بالقرب من الباب الخلفي فنزل من
سيارته و لأن تلك المنطقة موحلة فقد تلوثت أقدامه بالوحل و دخل بسرعة و
عبر الممر حيث وجد الدكتور مارك أمام مكتبه و رفع مقصاً كان لديه لأنه
يمتلك الكثير منها في مكتبه ، و بما أنه جراح قلب كما تعلمون لم يصعب عليه
تحديد قلب الضحية بدقة متناهية وبنظرة واحدة فطعنه في منتصف قلبه طعنة لم
تلبثه عدة ثواني للعيش ، و بسرعة هرب الدكتور (شارل) لكنه اكتشف عندما خرج
أن سيارته قد تلوثت بالوحل و خاصة الإطارات فذهب بها إلى مغسلة السيارات
لغسل آثار جريمته البشعة ، و كان من الطبيعي أن المزارع (جيمي) لم ينتبه
لكل هذا لأنه ضعيف السمع .
شهقت (ميري) في ذعر و هي تقول :
- لكن لماذا يقتل صديقه بهذه الطريقة ؟
أجابها المحقق (جيم هدسن) و هو يشعل غليونه و من ثم يضعه في فمه :
- هذا بسيط حداً يا عزيزتي (ميري) لأنه يريد شراء حصته الدكتور (مارك)
من العيادة و لكن الدكتور (مارك) يرفض ذلك ، فأراد أن يتخلص منه و من ثم
يخدع ابنه ليشتري حصته منه بسعر بخس مستغلاً قلة خبرة الدكتور (جورج) بهذه
الأمور .
و بهذا تم إجبار الدكتور (شارل) على الاعتراف بجريمته و تم اعتقاله و حكم عليه بالسجن لمدة 35 سنة .
شكرا لحسن استماعكم مع قصة اخري بإذن الله تعالي